لئلا يعود هارون الرشيد، عبد الله القصيمي

تعرفت على اسم عبد الله القصيمي المفكر السعودي الذي بدأ حياته داعيا قبل أن يخرج عن الأفكار التي حملها من خلال قراءتي لكتاب حول فيلسوف التشاؤم الفرنسي الروماني الأصل إميل سيوران ومنذ ذلك الوقت بحثت عن كتبه لأحاول أن أتعرف على روائع ما تركه هذا الفيلسوف الذي شغل التاريخ العربي الحديث، وهذا الكتاب (لئلا يعود هارون الرشيد) واحد منها.
لئلا يعود هارون الرشيد هو عبارة عن مجموعة من المقالات تناول فيها القصيمي عدة أمور من بينها علاقة المواطن العربي بالحاكم الذي يراه مستبدا وظالما وهو ما استمد منه عنوان الكتاب حيث يتخوف من أن تصبح الدول العربية كتلة واحدة فيحكمها قيصر واحد يمارس الطغيان على شعبه. إضافة إلى تناوله موضوع الصراع العربي الإسرائيلي حيث يلخص رأيه في أن إسرائيل لن تبقى قائمة وإنما سيأتي اليوم الذي تزول فيه معطيا شروحاته حول ذلك. كما يولي القصيمي أهمية لحرية الفكر والرأي ويرى بأنها في الوطن العربي مجرد شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع فإذا كتب كاتب موضوع معين حول الدين انقلب الكل ضده. وهو كما هو معروف الذي عانى طويلا من اضطهاد المثقفين والسياسيين بسبب أرائه في الدين و الوجود و السياسة ..الكتاب ملحق ببعض الحوارات التي أجريت مع القصيمي وأراء المناهضين له. ولا يخلو هذا الكتاب كغيره من كتب القصيمي من السخرية و التي وفي بعض الأحيان وان تجاوزت حدود إدراكنا إلا أنها تعبر عن شخصية الرجل الذي شغل الكل أثناء حياته و بعد موته.

الكتاب: لئلا يعود هارون الرشيد

المؤلف: عبد الله القصيمي

الناشر: منشورات الجمل

الكتاب على نيل وفرات

 

قال ( القصيمي)

ولأني مريض بالتحديق في الاشياء و قراءتها بالاحساس الاليم و الديمومة و التفسير و المراجعة  و المعاناة، أصبحت أرى الانسان العربي بلا قبل و لا بعد، أراه قبلا كبعد، أراه بعدا كقبل، أراه في أبنائه و أحفاده كما أراه في آبائه و أجداده. أراه في احتمالاته التي سوف تصبح واقعا كما أراه في واقعه الذي لا يراه هو واقعا، وأراه غير واقع واقعا، أراه في كل امتداداته امتدادا واحدا، وفي كل صيغه صيغة واحدة، وفي كل صوره صورة واحدة. أراه وأراه ودائما أراه، لأني مريض بالرؤية.
عبد الله القصيمي، لئلا يعود هارون الرشيد

قال القصيمي

ولأني مريض بالتحديق في الاشياء و قراءتها بالاحساس الاليم و الديمومة و التفسير و المراجعة  و المعاناة، أصبحت أرى الانسان العربي بلا قبل و لا بعد، أراه قبلا كبعد، أراه بعدا كقبل، أراه في أبنائه و أحفاده كما أراه في آبائه و أجداده. أراه في احتمالاته التي سوف تصبح واقعا كما أراه في واقعه الذي لا يراه هو واقعا، وأراه غير واقع واقعا، أراه في كل امتداداته امتدادا واحدا، وفي كل صيغه صيغة واحدة، وفي كل صوره صورة واحدة. أراه وأراه ودائما أراه، لأني مريض بالرؤية.

عبد الله القصيمي، لئلا يعود هارون الرشيد