عيون الطوارق

 عيون الطوارق

هذه الرواية التي جاءت تتمة لرواية الطوارق مع أن الكاتب لم يخطط لكتابتها لكنه فعل. فيها يحكي عن غزال صياح الابن الذي ورث عن والده اسمه، مسؤولياته وتبعات ما قام به في سبيل حفظ كرامته.غزال الابن الذي عاش مع عائلته منبوذا -في صحراء تينيري القاحلة- من طرف قبيلته خوفا من الدخول في مشاكل سياسية رغم أن الطوارق بعيدون كل البعد عن السياسة بحكم أنهم لازالوا يعيشون بدوا حياة كلها ترحال .. في الرواية الأولى خسر غزال معركته التي خاضها بعيدا عن الصحراء رغم أنه أثبت شجاعة وذكاءا لا نظير لهما، في الرواية الثانية ربح غزال معركته لأنه يعرف الصحراء جيدا، يعرف الرمال والريح وقيمة الماء رغم أنه يجهل التكنولوجيا وتطورها على عكس من واجههم ..كلاهما خاض حربا من أجل الحفاظ على تقاليدهم وكرامتهم  وقد دخلا الحرب ليس بنية النصر بل لإثبات وجهة النظر. الرواية جيدة لكن ليست بروعة الأولى.

اقتباس من الرواية:

“الرأفة : فضيلة الملوك ، و رذيلة الجنود”

طوارق, فازكيز فيكيروا

 

إلى أي مدى يمكن أن تتخيل أن رجلا يستطيع أن يرد الاعتبار إلى شرفه المفقود؟. أجيبك… مهما تخيلت لن تستطيع أن تبلغ حقيقة ما فعله غزال صياح من اجل ذلك.

غلاف الكتاب ( طبعة اجنبية)

غلاف الكتاب ( طبعة اجنبية)

في رواية دراماتيكية تجمع ما بين قوة الشخصيات و الحبكة و السرد ينطلق بنا الروائي الاسباني البرتو فازكيز فيكيروا في عالم قصة عجيبة تجمعها فلول الصحراء المتناثرة في مكان ما في هذا العالم. فبطل قصته غزال صياح الطارقي من شعب الاموهاغ يجد نفسه فجأة مضطرا لان يرد الاعتبار لشرفه الضائع، هل كان ليصدق أن تلك الليلة التي زاراه فيها غريبان لاذا إليه ستقلب حياته رأسا على عقب؟. بل هل كان ليصدق احد انه جراء ذلك سيقلب دولة بأكملها رأسا على عقب؟. العجوز و الفتى الجريح اللذان وجدا في طريقهما خيمة غزال لم يستريحا بها برهة من الزمن حتى كان احد قواد الجيش على راس فرقة أمام باب الخيمة.. فجر للفتى رأسه بينما اقتيد العجوز مكبلا أمام ناظري الطارقي.. من هنا تبدأ رحلة الانتقام للكرامة التي استبيحت امام عينيه. فالاعتداء على أناس في ضيافة الطوارق أمر محرم في اعتقادهم.
رواية طوارق، رواية مليئة بالتشويق و الإثارة، تغوص مع كاتبها إلى أعماق الصحراء الشاسعة الرابضة بسكون مخيف، إلى النفس الطارقية المليئة بالألغاز والأسرار.  ببندقية قديمة يخرج غزال من خيمته تاركا وراءه زوجته وأولاده وقبيلته. يخرج في آثار غرباء اعتدوا على شرفه لا يعلم أين حطوا الرحال. لكن الأكيد أنهم في الصحراء، والصحراء بالنسبة لأي طارقي هي مثل بيته تماما. ينتقل من مكان إلى مكان باحثا عن العجوز، فقط يريد أن يسترد العجوز الذي لم يكن شخصا عاديا. تنكشف له عديد الأسرار في مغامرة البحث عن الشرف الذي يريد استرجاعه ويسترجعه.
هي أول رواية من نوعها اقرأها عن شعب يشاطرنا جزءا من هذا البلاد, لربما لم أتقرب منه قبلا مثلما فعلت مع قراءتي لهذه الرواية.
قراءة اخرى في الكتاب ( مدونة في جعبتي)
موقع الكاتب على الانترنت هنا