اجنحة لمزاج الذئب الابيض

كنت قد وعدته ان اكتب تلخيصا. و في كل مرة اشرع فيها في كتابة تلخيص اتوقف عند الجملة الاولى متسائلا، هل ساوفي هذا العمل حقه؟. دين ثقيل على كاهلي.
ذهابا إلى العاصمة كان الطريق جد طويل، أتعبني. أما حين عودتي فلم ادر هل عدت معه أم لا؟. ذلك أني سافرت على أجنحة بوكبة في أجنحة لمزاج الذئب الأبيض. المجموعة النصية للكاتب و الروائي الجزائري عبد الرزاق بوكبة الذي ينتقل بنا بأجنحته على وقع قصص وحكايا وتأملات يختلط فيها الخيال، بالواقع، بالأسطوري فينسج لنا حكايات تشقى معها أحاسيسنا وارواحنا في نعيم التوهم و التبصر و التعلق.تصيبنا من كل جانب، تتغلغل في دواخلنا لتدغدغ مرفأ ما كنا قد تناسيناه.
الولهي بن الجازية صاحب الريشة يحدث نفسه… الكاتب قاتل ومقتول. يعترف في إحدى أجنحته.في نصوصه يغيب القارئ مع بوكبة في ذاته ليتأمل ذاته هو.يخرج إليه ليعيده إلى نفسه، يرتحل بنا في عوالم مسطرة في لاوعينا، في ذاكرتنا المنسية. نتلمس اجزاء من هذه الذاكرة. فماذا فعلت بنا يا الولهي؟.
سأعترف بأنني لم اقرأ نصوصا بهذا الشكل من قبل. و أي شكل؟. هل أهدى بوكبة الحرية لنصوصه وتمرد على قانون الأدب؟. يشعرك كل حرف بحريتك، يرفع عنك القيد المفروض. وكأني بعبد الرزاق حين أعطى لبدايات عناوين نصوصه أجنحة، ما أراد بذلك سوى أن يهمس بصوت مرتفع في أذن القارئ. استعد لتطير.
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
يتخوف كتابنا من أن يمنحونا يدا بيضاء، اكفهم دائما بها نوع من السواد. يستشعرون لذتنا لأنفسنا لكنهم رغم ذلك يحجمون عن مساعدتنا في إدراك تلك اللذة، عجزوا عن تقريبنا من حقيقتنا، فالكاتب حينما يكتب فهو بالتالي ينقل صورة عن ذاته هو التي هي من ذات المجتمع، متاثرة بالمجتمع ومتكونة منه لذلك فهي تعبر عنه بكل اشكاله، تحلله، تحجز له مكانا واسعا في فضاء الانسانية. أقول ان بوكبة كسر ذلك الخوف الذي يستبد بالبعض، ذلك الحاجز الواهي من محاولات الفهم الفاشلة، الغشاء القاتم الذي نضطر معه كل مرة أن نعلن فيها الحداد على أنفسنا، تعبيراته تختلف عن ما عهدناه من التعابير الجوفاء التي تنقل الجانب المحتشم بتانيب للضمير. هل لأن عبد الرزاق من الجيل الجديد؟, أم أن له الموهبة ليمارس هذا الدور بالذات؟ يبقى السؤال مطروحا وقابلا للعديد من الاجابات. المهم أن عبد الرزاق في اجنحة لمزاج الذئب الابيض لن يسرقك من نفسك إلا ليعيدك إليها. يعيدك متأملا ذاتك. مستشعرا وجودك.. هل هناك أحلى من أن يعرف الإنسان نفسه، يستشعر وجوده؟.
على الضفة:
لا تضحكي على أميتي في السينما
فكل فيلم أراه بدونك لا اذكره
وكل فيلم أراه وأنت معي, لا أراه
بالمناسبة: من اخرج التيتانيك، ولم يستشرنا؟.
على الغلاف:
استلقى نيوتن تحت الشجرة ونام، اختفت العصفورة الخضراء بين الأغصان و قالت: نشترك في اللون/ حط النسر أعلى الأغصان وقال: نشترك في العلو.
قالت التفاحة لنفسها: في أي شيء يفكر هذا الإنسان؟
يصطاد العصفورة/يدجّن النسر/يقطفني/يحطب الشجرة.
أخافها المصير، فانتحرت، وسقطت على نيوتن!.
معلومات حول الكتاب:
العنوان: أجنحة لمزاج الذئب الأبيض
المؤلف: عبد الرزاق بوكبة ( صفحة الكاتب على الفايسبوك)
الناشر: منشورات آلفا ( الموقع الالكتروني)
الطبعة الاولى: 2008
عدد الصفحات: 330