هل يؤثر شكل على حجم مبيعاته؟

 

لا شك وأننا في عصر التكنولوجيا البصرية نميل إلى التأثر البالغ بما تنتجه هذه التقنية من هذه المؤثرات و التي تتناغم معها حاسة البصر لدينا. فالتطور الحاصل في مجال الصورة أخذ ويأخذ أبعادا كبيرة قد لا ننتبه لها نحن في دول العالم الثالث بالشكل الذي هي عليه، ولكن رغم ذلك فإنه ما يصلنا من هذا التطور كفيل بان ينقلنا سنين إلى الأمام.
فقد أصبحت الصورة المتحركة أو الساكنة منها بالسرعة التي تفرض على عقولنا الارتفاع معها إلى حيث تفقدنا التأثر بالتقليد الذي ربما في عصر السرعة يكون بالساعات.
في عالم الكتاب و النشر غزت التكنولوجيا المجال لتفرض طابعها المتسارع و المتجدد كآلية لتتحكم في هذا العالم، فأصبح الكتاب ينشر بتقنيات تكنولوجية متطورة، خصوصا من ناحية الشكل. في العالم المتقدم (ليس استثناءا) أصبح ينظر للكتاب من ناحية الشكل كفن من جهة وأحد أهم عوامل التسويق من جهة أخرى، فنوعية الورق ومقياس ونوعية الطبع و تصميم غلاف الكتاب و صورة المؤلف على الغلاف و نوع الصورة و الألوان المستخدمة و مكان عرض الكتاب و غير ذلك من الأهمية البالغة التي فرضت وجود شركات متخصصة في العرض و التسويق.
و ربما علينا أن نطرح التساؤل المهم لمعرفة الداعي وراء الاهتمام البالغ بشكل الكتاب. فالكتاب في الأخير ما هو إلا مجموعة من الكلمات المطبوعة على صفحات يمكن قراءتها على ورق عادي كما يمكن قراءتها على ورق ذي جودة.
الجواب على سؤالنا هذا، هو أن العالم الذي صرنا إليه اليوم ما عاد ذلك العالم الجامد الذي كان قبل خمسين سنة أو حتى قبل سنوات قليلة من الآن، فالتكنولوجيا فرضت نفسها و الانترنت و التواصل السريع بين الأمم و الأجناس وتطور الصورة التي ارتفعت بعقل الإنسان إلى درجة قد لا يهتم لصورة لا تطابق ما في هذا العقل أو ما يطرح في مخيلته حتى. الكتاب لدينا نحن في العالم الثالث و بالخصوص في الجزائر لازال هو ذلك المخلوق الذي يرفض أن يتطور، يرفض أن يساير عالمنا المتسارع أو بالأحرى مخيلاتنا التي غزاها ذلك التسارع.
في الماضي القريب لم يكن للكتاب من منافس غير الجريدة، اليوم أصبح المنافس هو الانترنت و الهاتف النقال و أجهزة العرض المختلفة من حواسيب و أجهزة خاصة لقراءة ألاف الكتب بضغطة زر. لذلك لا مجال سوى أن يساير الكتاب و عملية صنع الكتاب هذا التطور الهائل. وهذا الأمر يطرح أولا على صانع الكتاب قبل أن يطرح على القارئ أو البائع. بالنسبة لهؤلاء و اقصد بهم صانعوا الكتب فالكتاب أولا وأخيرا هو تجارة أي سلعة أي مال, و بالتأكيد مسايرة عالم النشر العالمي و لو من الأبواب الممكنة يحقق الهدف المنشود أي زيادة الأرباح و المداخيل.
وإجابة على السؤال المطروح في العنوان، هل يؤثر شكل الكتاب على مبيعاته. نقول بالتأكيد نعم، فكم من كتاب ذو جودة من ناحية الشكل و الطباعة و التصميم بيع منه الآلاف وكم من كتاب ذو جودة في المحتوى و لكنه فقير الشكل يقبع في المكتبات لم يشتره احد.

 

2 thoughts on “هل يؤثر شكل على حجم مبيعاته؟

  1. و أنا أطلع على مدونتك تذكرت حصة الأمين الزاوي و التي يتحدث فيها الكتب و الروايات و لكن بطريقته الخاصة.
    مدونتك رائعة و ما فيها قيم سررت بالإطلاع عليها.

    إعجاب

أضف تعليق