هل يسعني القول أني وقعت في غرام جبرا مع أني لم أقرأ سوى سيرته الذاتية بجزئيها؟ -وأتسائل إن كان هناك جزء آخر- و رواية يوميات سراب عفان وسأقول أن سيرته شارع الأميرات تركتني مشدوهة مأخوذة الأنفاس بهذا الفلسطيني المتعدد المواهب أقرب إلى شخصية خيالية منه إلى شخصية واقعية.
حكاياته الجميلة عن لميعة وقصة حبهما وزواجهما، عن صداقاته العديدة المتميزة، عن الشخصيات المهمة التي عرفها في حياته، عن رحلاته البحرية وسفره إلى فرنسا، مواقفه الطريفة مثل موقفه مع تلامذته حين كان يملي لمع البرق… حبه للفنون والآداب ومواهبه العديدة، حبه الذي لا يتنهي للتعلم والمعرفة، أفكاره التي لا تشبه سوى أناه. تعجبت من أني وجدت أخيرا شخصا يستطيع أن يتزوج بأبسط طريقة يمكن للعقل أن يتصورها، شخص مثلي أنا يفضل الفضة على الذهب، شخص يحب المشي كثيرا، شخص لا يمكن أن يمنعه شيء من التعلم ويحركه إصراره لتعلم الصولفيج واللغة الفرنسية، نموذج للإنسان المتعدد المواهب: كاتب بارع وشاعر غريب بشكل جميل، مصور ورسام، نحات وعازف.
في حديثه عن تلك المدن، كنت أقرأ وأردد إلهي أعدني إلى وطني عندليب.. قد يكون وطني القدس، بغداد أو بيروت كلها أوطان أحببتها رغم أني لم أعرفها. فقط تمنيت لو أنه أسهب في حديثه عن إسلامه.
شيء من شعره :وهل أفيق كل صبح على عيون خامدة
تقدم لي مع الفطور و قطع من الشمس تلوكها أسنان الشتاء ؟
في شعرك حرير صارخ وفي يدي
ظمأ قديم، وإن تقطر الأكاذيب دوما
من شفتيك مع الصبح اللئيم والليل العقيم
بعض من لوحاته :
الكاتب: جبرا ابراهيم جبرا
الناشر: دار الآداب
عدد الصفحات: 265